الرجعة بعد صك الطلاق هي من المواضيع التي يستفسر عنها الكثير من الأزواج لمعرفة ما هو حكم الشرع والنظام في هذه المسألة. لذلك ولأهمية هذا الموضوع سنتحدث في هذا المقال عن حكم النظام في السعودية عن الرجعة بعد صك الطلاق.
حيث يحل للزوج إرجاع زوجته عندما يطلقها طلاقاً رجعياً وهي ما زالت في عدتها، بينهما لا يحل للزوج إرجاع الزوجة عندما يكون الطلاق بائناً سواء بانتهاء العدة أو في حالات الطلاق البائن مثل فسخ عقد النكاح الصادر بحكم قضائي عن المحكمة.
جدول المحتويات
الرجعة بعد صك الطلاق.
الرجعة بعد صك الطلاق هي إرجاع الزوج لزوجته التي طلقها وذلك قبل أن تنتهي عدتها. حيث يمكن رجوع الزوجة بعد الطلاق إلى الزوج في الطلاق الرجعي طالما هي في العدة. لكن متى ما أصبح الطلاق بائن سواء بعد الطلقة الأولى أو الثانية فعلى الزوج إبرام عقد جديد ومهر جديد.
فالطلاق وفق أحكام نظام الأحوال الشخصية على نوعين الطلاق البائن والطلاق الرجعي كما الآتي:
- الطلاق البائن وهو الطلاق الذي ينهي عقد الزواج في حال وقوعه، وهو إما أن يكون طلاق بائن بينونة صغرى يحتاج إلى عقد نكاح جديد ومهر جديد. وطلاق بائن بينونة كبرى والذي لا تحل فيه المطلقة لزوجها إلا بعد زواجها من آخر وطلاقها منه بغير قصد التحليل.
- الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي لا ينتهي فيه عقد الزواج إلا بعد انتهاء العدة التي حددها الشرع والنظام.
وحسب نظام الأحوال الشخصية فإن أي طلاق ينتج عن عقد زواج صحيح فهو طلاق رجعي إلا الطلاق الذي يكمل ثلاث طلقات وكذلك الطلاق الحاصل قبل الدخول أو قبل الخلوة. فالأول بائن بينونة كبرى والثاني بائن بينونة صغرى.
ويجب على الزوج حسب المادة 90 توثيق الطلاق خلال مدة 15 يوم من وقت بينونة هذا الطلاق وذلك أمام الجهات المختصة. وللزوجة خلال هذه الفترة أن ترفع دعوى اثبات الطلاق في القانون السعودي.
لذلك فإن الزوجة طالما هي في العدة من الطلاق الرجعي فهي تعتبر زوجة حتى تنتهي العدة فعندها تعتبر مطلقة وتحتاج الرجعة إلى عقد جديد ومهر جديد.
وحسب المادة 92 من نظام الأحوال الشخصية فإن على الزوج أن يوثق المراجعة في الطلاق الرجعي وذلك حسب الإجراءات النظامية خلال مدة زمنية تقدر بخمسة عشر يوماً من تاريخ المراجعة، وذلك في حال كان قد وثق الطلاق.
وحسب قرار وزارة العدل السعودية فإنه يتم تسليم صك الطلاق للزوجة بالمحاكم وذلك سواء كانت الزوجة قد خرجت من العدة أم لا. ويمكن تسليمه لوكيلها. وفي حال ادعى الزوج بأن قد قام بإرجاع زوجته أثناء العدة فيجب أن تأتي هي للمحكمة وتُقر بذلك. وفي حال أنكرت الزوجة يقوم القاضي بطلب البينة من الزوج بأنه قام بإرجاعها وهي في العدة وفق شروط العدة بعد الطلاق..
شروط الرجوع بعد الطلاق.
في حال طلق الرجل زوجته طلاق رجعي، فيحل له مراجعة زوجته قبل انتهاء عدتها، ولا يمكن إسقاط هذا الحق بالتنازل عنه وذلك وفق ما ذكرته المادة 87 من نظام الأحوال الشخصية. وتكون المراجعة صحيحة من خلال النطق أو الكتابة أو اللفظ الصريح. كما يمكن أن تكون بالإشارة المفهومة عند العجز عن الكتابة أو النطق. كما يمكن أن يكون الجماع أثناء العدة بمثابة المراجعة.
لكن ما هي شروط الرجعة؟
للرجعة عدة شروط حتى تكون صحيحة فلا بد من تحقق شروط الرجوع بعد الطلاق مثل أن يكون الطلاق رجعي وضمن مدة العدة وقبل انتهائها. ويجب أن تكون الرجعة منجزة ولا يتم تعليقها على شرط أو إضافتها للمستقبل. والطلاق الرجعي يتم من خلال طلقتين الطلقة الأولى والطلقة الثانية، أما الطلقة الثالثة فلا يعتبر فيها الطلاق رجعي وإنما بائن بينونة كبرى.
شروط الرجعة بعد الطلقة الأولى.
في حال طلق الزوج زوجته التي دخل بها طلقة واحدة، فهنا الطلاق رجعي ويستطيع إرجاعها طالما هي في العدة وذلك دون عقد أو مهر. ويمكنه ذلك سواء بالقول أو بالفعل. أما عندما تنتهي فترة العدة ولم يراجعها فيها. وأراد بعد ذلك مراجعتها فهنا عليه أن يبرم عقد نكاح جديد وبمهر جديد.
لذلك فإن شروط الرجعة بعد الطلقة الأولى هي:
- أن يتمتع الزوج بالأهلية.
- أن تكون الزوجة المطلقة قد تم الدخول بها قبل الطلاق.
- أن تكون الرجعة خلال فترة العدة للمرأة.
- يجب ألا يكون طلاق الزوجة بعوض.
- يجب أن تكون الرجعة منجزة بحيث لا يصح أن تعلق على شرط أو أن تضاف إلى مستقبل.
شروط الرجعة بعد الطلقة الثانية.
يحق للزوج في الطلاق الرجعي إرجاع زوجته بعد الطلقة الثانية وفق شروط الطلاق الرجعي وذلك خلال فترة العدة التي تختلف حسب وضع المرأة. فهي إما ثلاث حيضات أو 3 شهور في حال كانت الزوجة لا تحيض.
وتكون شروط الرجعة بعد الطلقة الثانية هي نفس شروط الرجعة بعد الطلقة الأولى مثل أهلية الزوج وكون الزوجة مدخول بها. كما أنه من أهم شروط الرجعة هي عدم انتهاء فترة العدة. وكذلك عدم تعليق الرجعة على أي شروط أو إضافة للمستقبل.
إذا رفضت الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى.
الرجوع بعد الطلاق هو أن يعيد الزوج زوجته التي طلقها وهي ضمن فترة العدة، وذلك دون عقد أو مهر جديدين. لذلك في حال طلق الرجل زوجته طلاقاً رجعياً أول طلقة. فيحل له إرجاعها قبل انتهاء عدتها. لكن إذا رفضت الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى فهل يحق له إرجاعها؟
في حال قرر الزوج أن يرجع زوجته بعد الطلقة الأولى، فلا حاجة إلى موافقة الزوجة على الرجعة لكن يجب أن يخبرها بذلك. حيث أن الزوج يستطيع أن يقول لزوجته (إني راجعتك) وبذلك فإن الطلاق يتم إلغائه وتعود زوجته إلى عصمته وبالتالي يتم متابعة حياتهما الزوجية سوياً.
وعندما ترفض الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى فإن ذلك لا يغير شيئاً فيما يتعلق بإرجاعها من قبل الزوج. فإنه يستطيع إرجاعها إلى عصمته حتى لو كانت غير موافقة على ذلك طالما هي في عدتها ولم تنتهي بعد. لكن في حال انتهت مدة العدة بعد الطلقة الأولى فإن ذلك يحتاج إلى عقد زواج جديد ومهر جديد وبالتالي في هذه الحالة يحتاج العقد إلى موافقة المطلقة على إبرام عقد الزواج الجديد وتحديد المهر وباقي مسائل عقد الزواج الأخرى.
لكن ما هو الحل إذا رفضت الزوجة الرجوع بعد الطلقة الأولى؟
يجب على الزوج أن يحاول إرضاء زوجته من خلال معالجة كافة الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، إما من خلال إرضاء الزوجة أو توسط الأهل أو غير ذلك. كما يمكن أن يلجأ الزوجان إلى منصة تراضي وطلب صلح بذلك. حيث يقوم مركز المصالحة بالتوسط للتوفيق بينهما.
ويمكن استشارة محامي طلاق جدة لديه خبرة طويلة في إيجاد أفضل الحلول الودية لمشكلات الطلاق على اختلاف أنواعها. بحيث يمكنه إيجاد حل مناسب لكلا الطرفين. كما يقدم لك معلومات قانونية حول كل ما تريد معرفته عن صك الطلاق وكذلك حول الرجعة بعد صك الطلاق.
إرجاع الزوجة بعد طلاق الغضب.
لحصول الطلاق يجب أن يكون الطلاق صادر عن رجل ذو أهلية يمتلك العقل والإدراك، أما من ليس لديه عقل ولا اختيار فهنا لا يقع الطلاق. لذلك فإن طلاق المعتوه أو المجنون أو المكره لا يقع.
وإن الغضب الشديد يذهب الإرادة وبالتالي فإن الطلاق الصادر عن الرجل في حال غضبه الشديد لا يقع.
حيث نصت المادة 80 من نظام الأحوال الشخصية في السعودية على أن كل طلاق يتم عند اشتداد غضب الزوج بحيث لم يعد يقدر أن يتحكم بألفاظه فلا يقع الطلاق في هذه الحالة. لذلك في حال قام الزوج بتطليق زوجته وهو غضبان غضب شديد لم يعد لديه القدرة على أن يتحكم بلفظه فلا يعتبر طلاقاً وفق أحكام النظام.
لذلك فلا تعتبر الزوجة مطلقة في هذه الحالة وليس للزوجة في هذه الحالة عدة طلاق وتبقى زوجته. لكن في حال طلق الرجل زوجته وهو غضبان لكن لم يكن غضبه شديد فهنا يمكن أن يحصل الطلاق. وهنا يكون الطلاق رجعي ويمكن إرجاع الزوجة بعد طلاق الغضب في هذه الحالة.
هل يشترط موافقة الزوجة في الرجعة؟
لا يشترط موافقة الزوجة في الرجعة طالما كانت عدة الزوجة لم تنتهي، وذلك لأن مراجعة الزوجة في الطلاق الرجعي بعد الطلقة الأولى أو الثانية يتم دون الحاجة إلى موافقتها. حيث لم يشترط النظام والشرع الحصول على موافقة الزوجة للرجعة قبل أن تنتهي العدة. لكن متى تنتهي عدة الزوجة فإنه لا يمكن الرجعة وفي حال أراد الزوج إرجاع زوجته فعليه إبرام عقد قران جديد وبالتالي فهذا يحتاج إلى موافقتها على ذلك.
هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلاق في المحكمة.
الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يستطيع فيه الزوج إرجاع زوجته خلال العدة التي تعتد بها ريثما يصبح الطلاق بائناً. وبالتالي فعندما يصبح الطلاق بائناً فلا يحق للزوج مراجعة زوجته لكن في حال رغب في إعادتها عليه أن يعقد عليها عقد جديد بعد أن يتم الاتفاق عليه وعلى المهر وعلى نحو ذلك.
لكن طلاق الزوجة قبل الدخول بها يعتبر طلاق بائن بينونة صغرى وبالتالي فليس للزوج إرجاع زوجته في هذه الحالة لا تعتد الزوجة. أما في حالات فسخ عقد النكاح عن طريق رفع دعوى قضائية ضد الزوج أمام المحكمة فهنا يصبح الطلاق بائناً ولا عدة فيه.
وبالتالي لا يستطيع الزوج إرجاع زوجته إلا بعد عقد زواج جديد. حيث نصت المادة 103 من نظام الأحوال الشخصية على أن التفريق الذي يتم بحكم قضائي يعتبر فسخ لعقد النكاح، بحيث يكون هذا الطلاق بائن بينونة صغرى ولا يمكن حسابه من عدد الطلقات.
ولأي من الزوجين أن يطلبا فسخ عقد النكاح بحكم قضائي عندما يكون في أحدهما علة تعتبر مضرة بالآخر. بحيث تمنع تلك العلة معاشرة الزوجين بالمعروف.
ويمكن إثبات الرجعة الكترونياً عن طريق منصة ناجز بالقيام بما يلي من الخطوات:
هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود؟
نعم يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود، حيث لا يعتبر إحضار شهود لإثبات الرجعة شرطاً من شروط الرجعة. لكن يُستحب إحضار شاهدين عند إرجاع الزوجة من الطلاق الرجعي وقبل انتهاء العدة المعتدة بها.
وفي ختام مقالنا.
الرجعة بعد صك الطلاق في السعودية حالاتها وشروطها 2023.
نأمل من خلال الشرح الذي قدمناه لكم أن يكون قد بين لكم حالات الرجعة بعد صك الطلاق وكل ما يخص هذا الموضوع. وإن محامي طلاق جدة من شركتنا لديه خبرات عالية في قضايا الطلاق يقدم لكم الإجابات الدقيقة عن كافة استفساراتكم وأسئلتكم حول الرجعة بعد صك الطلاق.
المصادر.
هو محامي ومستشار قانوني حاصل على شهادة بكالوريوس في الشريعة وبدرجة ممتاز وذلك من جامعة أم القرى بمكة المكرمة. سعودي الجنسية ويمتلك خبرة طويلة في ممارسة مهنة المحاماة وقضايا الأحوال الشخصية وقضايا الطلاق على الأخص بما يقارب 10 سنوات. وحقق عبر هذه المسيرة إنجازات عظيمة في قضايا الطلاق التي توكل بها.
الأمر الذي أكسبه سمعة طيبة ومكانة مرموقة بين أقرانه من المحامين، فهو الملاذ الموثوق به والخيار الأول لكل من يواجه أي قضية طلاق. فمن خلال خبرته في نظام الأحوال الشخصية وأحكام الطلاق الشرعية وسعيه لتحقيق أفضل النتائج في قضايا الطلاق التي يتوكل بها.
ومن أهم الخدمات القانونية التي يقدمها:
استشارات قانونية دقيقة وبأعلى المعايير المهنة في الفرقة بين الزوجين سواء الطلاق أو فسخ عقد النكاح أو الخلع. ويعطيك الخيارات التي أمامك بعد دراسة قضيتك ويقدم لك النصيحة القانونية المناسبة.
تقييم المواقف الصعبة والمعقدة للعملاء في قضايا الطلاق وقضايا الخلع وقضايا فسخ عقد النكاح بعوض أو قضايا فسخ النكاح بدون عوض. واستخراج الحلول المبتكرة لمعالجتها بأفضل الطرق القانونية.
يمثل العملاء ويترافع عن العملاء أمام المحاكم القضائية بالمملكة وتمثيلهم أمام الجهات الحكومية والشبه حكومية.
يقدم المساعدة القانونية لكل من يجد صعوبة في إنهاء العلاقة الزوجية، ويعمل على حل المشكلات التي تصاحب الطلاق وآثاره من قضايا حضانة وقضايا نفقة وقضايا زيارة.
يساعد الموكلين في تقديم طلب إنقاص النفقة أو زيادة النفقة أو المطالبة بالنفقة وكذلك حالات سقوط الحضانة وهي شروط الحضانة وفي دعاوى الزيارة ورؤية الأطفال وقضايا الوصاية.
وغيرها من الخدمات القانونية الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى يقدمها المحامي المتخصص بقضايا الطلاق بجدة. وانطلاقاً من المسؤوليات الاجتماعية والأخلاقية للمحامين في السعودية، فهو يعمل بلا كلل للمساهمة بتعزيز الوعي والثقافة القانونية بالمجتمع السعودي في قضايا الطلاق.
يسعدنا تواصلك معنا لتحصل على المساعدة القانونية من أفضل محامي طلاق في جدة وذلك في جميع الأوقات.
